جراحة الاسنان
يعد مجال جراحة الاسنان وتجميلها من المجالات الكبيرة و المتنامية على مر العصور ، فمنذ قديم الزمن اهتم البشر بتحسين مظهر أسنانهم وحاولوا بكل جهدهم ابتكار العديد من الطرق البسيطة لتحقيق ذلك ، فقد ظهرت بعض المحاولات في العديد من الحضارات لشد وتنسيق الأسنان بواسطة أنواع معينة من الأسلاك النحاسية وظهرت أيضاً بعض التركيبات المستخدمة لتعويض الأسنان المفقودة والتي كانت تصنع أحياناً من الذهب.
لكن مع التطور الهائل الذي شهده مجال جراحات الأسنان التجميلية مؤخراً ، ظهرت العديد من التقنيات الحديثة والأدوات المتطورة التي ساعدت بشكل كبير على تحقيق أفضل النتائج في وقت قصير وبأقل المضاعفات الممكنة.
أهم أنواع جراحات تجميل الأسنان
أولاً: زراعة الأسنان
تعتبر زراعة الأسنان من عمليات جراحة وتجميل الأسنان الأكثر انتشاراً في عيادات طب الأسنان ، وذلك لما لفقدان الأسنان الثابتة من آثار سيئة على ابتسامة الشخص وعلى وظائف الفم الأساسية كمضغ الطعام والكلام وغيرها من الوظائف الأساسية التي يحتاج إليها الشخص بشكل يومي.
يعتمد طبيب الأسنان في هذه العملية على قطع معدنية صغيرة وإسطوانية الشكل تشبه مسامير البرغي يتم زراعتها في مكان السن المفقود وتثبيتها في عظام الفك ، ليتم استخدامها كجذور ثابتة للأسنان المزروعة . بعد ذلك يتم إتاحة فترة تتراوح ما بين 2 إلى 6 أشهر ليتم خلالها التعافي بشكل كامل ولضمان التحام القطع المعدنية مع عظام الفك.
بعد اكتمال فترة التعافي يتم تحديد موعد جديد مع طبيب الأسنان لتركيب الأسنان الصناعية المناسبة وتثبيتها بشكل جيد على الجذور المعدنية المصنوعة من التيتانيوم ، لتعمل هذه الجذور على تدعيم الأسنان الجديدة وتثبيتها لأطول فترة ممكنة ، والتي قد تستمر مدى الحياة في حالة العناية بها وبنظافتها.
ثانياً: جراحات تقويم الأسنان والفكين
تظهر مشكلة اعوجاج الاسنان وعدم تناسق الفكين بشكل واضح لدى نسبة كبيرة من الناس وخاصة كبار السن ويرجع ظهور هذه المشكلة لعدة عوامل أهمها ما يلي:
العوامل الوراثية
تعتبر العوامل الوراثية العامل الرئيسي في تحديد أغلب صفات الإنسان بجانب العوامل البيئية المحيطة ونوع التغذية وغيرها ، ومن هذه الصفات طول وعرض ومقاييس زوايا الأسنان.
جراحات الفكين
قد تتسبب جراحات الفكين بكافة أنواعها في اختلال تنظيم وتناسق الأسنان ، وتزيد نسبة حدوث مثل هذه الاختلالات نتيجة إجراء جراحات الفكين في سن الطفولة أو في حالة كان طبيب الأسنان قليل الخبرة أو الممارسة.
بعض العادات السيئة
تشكل العادات السيئة كمص الأصابع ودفع الأسنان إلى الأمام بواسطة اللسان سبباً رئيسياً في ظهور أغلب مشاكل الأسنان وعدم تناسقها وخاصة لدى الأطفال.
تتم جراحات تقويم الفكين وجراحة الفم و الأسنان غالباً في مراكز طبية مخصصة ومجهزة بأحدث الوسائل الطبية حيث يتم إخضاع المريض للتخدير الكلي وإحداث شقوق جراحية داخل الفم ليتم من خلالها تنسيق شكل ومقاييس الفك والأسنان وتثبيتها بشكل جيد ، ويتطلب مثل هذا النوع من العمليات أن يكون سن المريض 18 سنة أو أكثر لضمان اكتمال النمو العظمي وتجنب المضاعفات المحتملة قدر الإمكان.
ثالثاً: جراحة الأسنان المدفونة
الأسنان المدفونة هي الأسنان التي فشلت في اختراق سطح اللثة والظهور بشكل كامل بجانب بقية الأسنان نظراً للعديد من العوامل ، و يأتي في مقدمة هذه العوامل عدم وجود مساحات كافية في اللثة لاحتواء الأسنان الجديدة.
قد تتسبب الأسنان المدفونة في عدة أعراض تساعد على اكتشافها ، كرائحة الفم الكريهة وبعض الآلام والتورم في الفم إلا أنه في الغالب لا تظهر أعراض واضحة للأسنان المدفونة بل يتم اكتشفها أثناء إجراء الفحوصات الروتينية للأسنان .
بالنسبة لعلاج مشكلة الأسنان المدفونة ، يتم في البداية إعطاء الأسنان المدفونة الوقت الكافي للتأكد من عدم قابليتها للنمو واختراق اللثة بشكل صحيح وفي حالة عدم تمكن الأسنان من اختراق اللثة يتم الاعتماد على بعض أنواع الجراحات التي تسهل خروج الأسنان على سطح اللثة ، كجراحات إزاحة وتنسيق الأسنان وتركيب الدعامات.
في حالة فشل كافة الإجراءات المتبعة لمساعدة الأسنان المدفونة على اختراق سطح اللثة يتم اللجوء لإزالة هذه الأسنان عن طريق عملية بسيطة لا تتطلب أكثر من 40 دقيقة ، ولا تستلزم البقاء في المستشفى بعد إجرائها ليتم بعد ذلك تعويض هذه الأسنان عن طريق عمليات زراعة الأسنان أو التركيبات السنية الثابتة أو المتحركة.
ما هي مخاطر جراحة الأسنان ؟
قد تتسبب بعض العمليات الجراحية المتعلقة بالأسنان كعمليات تقويم الفكين أو تقويم الأسنان في الشعور بآلام مزعجة وقد يمتد هذا الشعور لعدة أسابيع أو شهور ، ولذلك يسعى العديد من الأطباء لاتخاذ بعض الإجراءات الوقائية للتقليل من حدة الألم بعد عمليات جراحه الاسنان التجميلية.
قد تظهر بعض النتائج غير المرضية للشخص مثل عدم تناسق الأسنان بشكل تام أو وجود فراغات واضحة بين الأسنان كما في بعض حالات زراعة الأسنان ، لذا فمن الضروري اختيار طبيب الأسنان المناسب والحرص على إيصال كافة توقعاتك بالنسبة لنتائج العملية للطبيب المعالج.
تؤدي العمليات الجراحية للأسنان في بعض الأحيان إلى ظهور بعض التورمات والندوب في منطقة اللثة والفم من الداخل ، ولكنها عادة ما تختفي في وقت قصير وتكون في أماكن يصعب ملاحظتها بواسطة الآخرين.
من الممكن أن يتسبب التخدير الكلي في بعض المضاعفات المؤقتة في حالة اللجوء إليه في بعض عمليات جراحة الاسنان التجميلية ، كعمليات تقويم الاسنان والفكين.
كيف تختار الطبيب المناسب لجراحة الأسنان ؟
تذكر دائماً أن اختيار طبيب الأسنان المناسب والمؤهل للقيام بالعملية الجراحية التي ترغب بها يعد من أهم الخطوات التي تعتمد عليها نتائج العملية ، لذا فمن الضروري التمهل في هذه الخطوة والحرص على إتمامها بأفضل صورة.
هناك بعض الخطوات والإجراءات التي تساعدك على اختيار طبيب الأسنان المناسب وفيما يلي نورد لكم أهمها:
ينبغي عليك الاطلاع على السيرة العلمية والعملية للطبيب لمعرفة الشهادات التي حصل عليها وما إذا كانت هذه الشهادات معتمدة دولياً أم لا.
يمكنك أيضاً الاطلاع على صور نتائج العمليات السابقة التي قام بها الطبيب ومقارنتها بالنتائج التي تسعى أنت لتحقيقها.
حاول التحدث مع بعض عملاء الطبيب والحصول على آرائهم حول الطبيب ونتائج عملياته الجراحية.
احرص على زيارة المركز الخاص بالطبيب للتأكد من تجهيزه الكامل وحرصه على تطبيق معايير السلامة العالمية.
عليك أن تتحدث مع طبيب الأسنان مباشرة ، لتحاول أن تُوصل له كافة التطلعات التي تطمح إليها من حيث النتائج و معرفة ما إذا كان بإمكانه تحقيقها.
بعض المصطلحات المتعلقة بجراحة الأسنان
زراعة الأسنان:
هي عملية جراحية يلجأ إليها أطباء الأسنان لتعويض الأسنان المفقودة بشكل دائم عن طريق استخدام بعض البدائل الصناعية لتعويض سن واحد أو أكثر.
شقوق فموية:
هي شقوق جراحية داخل الفم يستخدمها الأطباء في بعض العمليات الجراحية المتعلقة بالأسنان.
الأسنان المدفونة:
الأسنان التي فشلت في اختراق سطح اللثة.
تخدير كلي:
استخدام بعض العقاقير لجعل المريض يفقد الوعي بهدف منعه من الشعور بأي ألم أثناء العمية الجراحية ، ويلجأ إليه الأطباء في جراحات تقويم الأسنان و عظام الفكين.
ورم دموي:
تجمع دموي يظهر تحت الجلد ، ومن الممكن أن يظهر في منطقة اللثة والفم من الداخل.
الجسور:
بدائل أسنان صناعية يتم استخدامها لتعويض الأسنان المفقودة ويتم تثبيتها بواسطة الأسنان المجاورة للسن المفقود دون الحاجة لزراعة جذور معدنية صلبة في عظام الفكين.